بداية أحب أن أوضح أن هذه القصة من وحي الخيال
سمعت بها من قبل
لكني أعدت صياغتها بأسلوبي الخاص
على أمل أن ألقى لدى النفوس الرحيمة تفاعلا مع حنان الأم ورحمتها
منذ أن فتح رامــــي عينيه على هذه الدنيا
رأى الجمال الفاتن والروعة تتربع على أرجاء الحياة
لم يكن حينها يستطيع أن يتلفظ بكلمة
لأنه لم يجاوز سن النطق ، لقد كان عمره أدنى من السنتين
عاش في حضن دافئ ، مثلما يعيش كل طفل في حضن أمه
لا بل كان حضن أم رامي أحن من كل أحضان الأمهات
وأرق نداوة ، وأجل رحمة ، فحياة رامي كانت تنبع من صدرها
أعتقد أن الوصف لن يدرك مراقي الحنان في صدر الأم وأن يسبر غوره
لأن من برى صدرها ، كان أجل قدرا ، فلله الحمد والمنة على نعمة الأم
لا أخفيكم أنها توجعت كثيرا طيلة أشهر حمله
ولن ننسى أبدا تلك اللحظات التي تخضب خصرها دما
حينما لفظت رامي إلى هذه الدنيا الواسعة
لا شك أن لحظات الولادة كانت عسيرة بما فيه الكفاية
حتى يكون أجر المرأة بعد الولادة هو مغفرة جميع ذنوبها وخطاياها
وأبعد من ذلك فإننا قد علمنا عن النبي صلى الله عليه وسلم
أن المرأة إذا كان موتها أثناء الولادة كانت جائزتها الشهادة
وكـــفـــى بـها مــن جــــــائزة
لقد تحرقت شوقا هذه الأم لأن ترى بطنها يكبر
وأن تحمل بفلذة كبدها ومنى عمرها رامـــي
إلى أن جاء رامي ، وهو يحمل زاد الحياة لأمه
فــبه تحيا ، وبه يكون لحياتها طعم آخر
وبه تشق غمار الصعاب لتوفر له أسباب السعادة
الشوق كان عنوان وجهها حينما تفارقه
و اللسان يلهج بالدعاء له بالتوفيق والسعادة له
لم تكن بسمتها ترتسم إلا حينما يملؤ رامي عينها
لقد كانت تراه وهو في أحشائها
ثم رأته بعد الولادة في سريره ينام تارة ويبكي تارة ويهدأ أخرى
لم تكن حينها تغذيه من لبنها السائغ
بل روته حبا ولطفا كانا يجريان من صدرها بدلا من حليبها
ثم رأته طفلا تلميذا في إحدى مدارس حيهم
ثم شابا إشتد ساعده ويُـعتَمَدُ عليه
ثم زوجته وهي تأمل أن ترى أحفادها من رامي
لقد رأته يكبر أمام عينيها تحسب له كل دقيقة من حياته
من فرط شفقتها عليه كانت تدمع عيناها من مكروه يصيبه
وأعود بكم إلى أيام صبى رامـــــــي
تتسارع الأيام بوتيرة البرق
لتراه بدأ يحبو ، وينطق بكلمات مضحكة وفي نفس الوقت رائعة
رائعة لأنها كانت تخرج من ثغر صغير مملوء بالحمرة والبراءة
شكله جميل جدا ، وقد تنجذب إليه العيون لما كان يحاول المشي
مرتكزا على إحدى الجدران أو الطاولات ثم يسقط ، ويبكي
فتجري الأم الحبيبة والضحكة تملؤ فمها ،
فتهدؤه تارة وتشجعه على المشي تارة أخرى
لقد كانت أياما سعيدة لا تجاريها أيام ، ، ،
رقص خلالها قلب الأم بهجة لما كان صبيها
يجتهد في نطق كلمة "مـــامــــا"
وحينما تمرس جيدا على نطقها
فاضت عيناها فرحا بإعتراف وليدها أنها أمه وهو ابنها
لقد كان هذا الشعور يغمرها سعادة
""""يتبـــــــع """"