سأل ذعلب اليماني الإمام علي عليه السلام : هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين ؟
فقال عليه السلام : أفأعبد ما لا أرى ؟
فقال : وكيف تراه ؟
فقال عليه السلام : ويلك يا ذعلب : لا تراه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان معروف بالدلالات منعوت بالعلامات لا يقاس بالناس ولا يدرك بالحواس .
يا ذعلب : إن ربي قريب من الأشياء غير ملامس بعيد عنها غير مباين متكلم لا برؤية ظاهر لا بتأويل المباشرة منجل لا باستهلال رؤية بائن لا بمسافة قريب لا بمداناة مريد لا بهمة صانع لا بجارحة دراك لا بخديعة
لطيف لا يوصف بالخفاء كبير لا يوصف بالجفاء عظيم العظمة لا يوصف بالعظم جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ سميع لا يوصف بآلة بصير لا يوصف بالحاسة رحيم لا يوصف بالرقةقبل كل شي فلا يقال شيء قبله وبعد كل شيء فلا يقال له بعده هو في الأشياء كلها غير متمازج بها ولا بائن عنها , موجود لا بعد عدم , فاعل لا باضطرار , مقدر لا بحركة
لا تحويه الأماكن ولا تضمنه الأوقات ولا تحده الصفات ولا تأخذه السنات سبق الاوقات كونه والعدم وجوده والإبتداء أزله
كان ربا إذ لا مربوب وإلها إذ لا مألوه وعالما إذ لا معلوم وسميعا إذ لا مسموع تعنو الوجوه لعظمته وتجل القلوب من مخافته وتتهالك النفوس على مراضيه
السلام على الدليل الى الله
قال تعالى في كتابه الكريم
:
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)