بسم الله الرحمن الرحيم الآن وبعد أن أقبلت العطلة الصيفية بما تحمله بين طياتها من أحلام كبيرة في أذهان الطلاب من لعب ولهو وفك لقيود الدراسة التي كبلتهم شهوراً كبيرة كما يعتقدون . والذي يهمنا مع قدوم هذه العطلة أن نتذكر دورنا كآباء ومربين في هذه المرحلة الهامة من حياة كل إنسان , علماً أن الفراغ الناتج في هذه المرحلة يشكل خطراً إذا لم يوظف بهوايات نافعة ورياضيات مفيدة . فدورنا لايتوقف عند تلبية حاجات الطلاب المادية والدراسية واحتياجات اللباس فقط ,بل يعتبر هذا المفهوم خاطئاً وربما يؤدي إلى عقبات غاية في الصعوبة في المستقبل . إن العامل النفسي والعامل الاجتماعي ضروريان لتوجيه طلابنا نحو الغاية المنشودة للدراسة والتفوق والاستفادة من أوقات فراغهم على الوجه الأكمل . إن رفع وعي الطلاب لأهمية التعليم وضرورته في حياتهم يشكل أولى الأهداف التربوية المنشودة , فالطالب يعتقد أن الدراسة هي ( البعبع ) أو الحاجز الذي يقف أمام رغباته وطموحاته , فهو بتفكر البسيط لايدرك ضرورة الدراسة وفوائدها , لأننا مارسنا عليه أنواع الاضطهاد النفسي بتحويل بيوتنا إلى خطوط حمراء ببداية كل عام دراسي جديد وحرمانهم من أبسط أنواع الترفيه والتسلية المفيدة . إننا ببساطة نستطيع أن نحول العطلة الصيفية إلى مركز لتنمية الهوايات وجعلها تنصب في طريق دارستهم . إن حث التلميذ على الاهتمام بالحاسوب وإتقان برامج معينة مفيدة لها فوائد لابد أن يجنيها الطالب في المستقبل إذا أحسن التعامل معها , وكذلك التسجيل في دورات اللغات الأجنبية ذات الطابع الدراسي الجيد , مع عدم إغفال اللغة العربية كلغة أساسية , مما يعود بالإيجاب عليه في تنمية قدراته واهتماماته . إن طلابنا - بشكل عام - لاينقصهم سوى الترشيد والتوجيه السليم الذي يؤهله للمتابعة طريقه بشكل من المصاعب والعقبات . إن غايتنا في جعل الكتاب المفيد الذي ينمي القدرات الذهنية والدراسية والإنشائية , هو أقصى أمانينا , ففي الوقت الذي يصبح الكتاب هو الرفيق الحميم للطالب , نكون قد بلغنا شوطاً في غاياتنا التعليمية . إننا نستطيع تحويل العطلة الصيفية إلى رحلة استجمام , وإلى سفر ممتع إذا أحسنا التعامل الصحيح معها , وذلك بتعليم الطالب كيفية تنظيم الوقت واستثماره بشكل جيد ليحقق في دراسته أعلى المستويات . إن الزمن جزء من العلاج فعلينا ألا نستعجل في قطف الثمار من خلال إحداث عملية تغيير سريعة في أذهان الطلاب , الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية . فالزمن والحكمة وحسن التصرف , كفيلة بأن نعلم أبناءنا كيفية الاستفادة من العطلة الصيفية وإلا فالشوارع المزدحمة بالأطفال والمراهقين ستظل عامرة بهم إذا لم يجدوا من يسدد خطاهم ويوجههم إلى الطريق الصحيح . فكما زرعوا فأكلنا , فعلينا أن نزرع ليأكلون , ونكتب ليقرؤون , ونفنى ليعيشون .